سورة الأعراف - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأعراف)


        


{ولا تفسدوا في الأرض} بالشِّرك والمعاصي وسفك الدِّماء {بعد} إصلاح الله إياها ببعث الرَّسول {وادعوه خوفاً} من عقابه {وطعماً} في ثوابه {إنَّ رحمة الله} ثوابَ الله {قريب من المحسنين} وهم الذين يطيعون الله فيما أمر.
{وهو الذي يرسل الرياح نُشْراً} طيِّبة ليِّنة، من النَّشر وهو الرَّائحة الطَّيِّبة. وقيل: مُتفرِّقةً في كلِّ جانبٍ، بمعنى المنتشرة {بين يدي رحمته} قدَّام مطره {حتى إذا أقلَّت} أَيْ: حملت هذه الرِّياح {سحاباً ثقالاً} بما فيها من الماء سُقنا السَّحاب {لبلد ميت} إلى مكان ليس فيه نباتٌ {فأنزلنا به} بذلك البلد {الماء فأخرجنا} بذلك الماء {من كلَّ الثمرات كذلك نخرج الموتى} أَيْ: نحيي الموتى مثل ذلك الإِحياء الذي وصفناه في البلد الميت {لعلكم تذكرون} لعلَّكم بما بيَّنا تتَّعظون، فتستدلُّون على توحيد الله وقدرته على البعث، ثمَّ ضرب مثلاً للمؤمن والكافر فقال: {والبلد الطيب} يعني: العذبُ التُّراب {يخرج نباته بإذن ربه} وهذا مثل المؤمن يسمع القرآن فينتفع به، ويحسن أثره عليه {والذي خبث} ترابه وأصله {لا يخرج} نباته {إلاَّ نكداً} عسراً مُبطئاً، وهو مثل الكافر يسمع القرآن، ولا يُؤثِّر فيه أثراً محموداً، كالبلد الخبيث لا يُؤثِّر فيه المطر {كذلك نصرِّف الآيات} نبيِّنها {لقوم يشكرون} نِعَمَ الله ويطيعونه.


{ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه} ظاهرٌ إلى قوله: {وأنصح لكم} أَيْ: أدعوكم إلى ما دعاني الله إليه {وأعلم من الله ما لا تعلمون} من أنَّه غفورٌ لمَنْ رجع عن معاصيه، وأنَّ عذابه أليمٌ لمن أصرَّ عليها.
{أَوَعجتبم أن جاءكم ذكر من ربكم} موعظةٌ من الله {على رجل} على لسان رجل {منكم} تعرفون نسبه. وقوله: {إنهم كانوا قوماً عمين} عميت قلوبهم عن معرفة الله تعالى وقدرته.
{وإلى عاد أخاهم} وأرسلنا إلى عادٍ أخاهم ابن أبيهم {هوداً قال يا قوم اعبدوا الله} وحِّدوا الله {ما لكم من إله غيره أفلا تتقون} أفلا تخافون نقمته.
{قال الملأ} الرُّؤساء والجماعة {الذين كفروا من قومه إنَّا لنراك في سفاهة} حمقٍ وجهلٍ {وإنا لنظنك من الكاذبين} فيما جئت به من ادِّعاء النُّبوَّة.


{ناصح أمين} أَيْ: على الرِّسالة لا أكذب فيها.
{واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قَوم نوحٍ} أَيْ: استخلفكم في الأرض بعد هلاكهم {وزادكم في الخلق بسطة} فضيلةً في الطُّول {فاذكروا آلاء الله} نِعَمَ الله عليكم {لعلكم تفلحون} كي تسعدوا وتبقوا في الجنَّة، وقوله: {فأتنا بما تعدنا} أَيْ: من العذاب {إن كنت من الصادقين} أنَّ العذاب نازلٌ بنا.
{قال قد وقع} وجب {عليم من ربكم رجس وغضب} عذابٌ وسخطٌ {أتجادلونني في أسماء سَمَّيْتُموها} كانت لهم أصنام سمَّوها أسماءً مختلفةً، فلمَّا دعاهم الرَّسول إلى التَّوحيد استنكروا عبادة الله وحده. {ما نَزَّلَ الله بها من سلطان} من حجةٍ وبرهانٍ لكم في عبادتها {فانتظروا} العذاب {إني معكم من المنتظرين} ذلك في تكذيبهم إيَّاي.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8